sukarry1.com

 أنواع الإنسولين وتوقيت إستخدامها: دليل شامل لمرضى السكري

الإنسولين

يُعَدّ اختيار نوع الإنسولين المناسب وتحديد وقت استخدامه جزءًا أساسيًّا من التحكّم في مستويات السكر في الدم. تعرّف في هذا المقال على أبرز أنواع الإنسولين، وكيفية توقيت جرعاته بشكل فعّال.

مقدمة

يُعَدّ الإنسولين هرمونًا مهمًّا للتحكّم في مستويات السكّر في الدم، خصوصًا لدى المصابين بمرض السكّري من النوع الأوّل، وبعض مرضى السكري من النوع الثاني. تختلف أنواع الإنسولين في سرعة ومدة المفعول، ممّا يتطلّب تخطيطًا دقيقًا في الجرعات والتوقيت لتحقيق أفضل النتائج. سنستعرض في هذا المقال أبرز الأنواع المتوفّرة وتوقيتها المناسب، مع نصائح قيّمة لتجنّب الأخطاء الشائعة.

ماهو الإنسولين؟

الإنسولين هو هرمون يُفرَز طبيعيًّا في البنكرياس ليساعد الجسم على استخدام السكّر (الغلوكوز) للحصول على الطاقة. لدى مرضى السكّري، قد لا ينتج الجسم ما يكفي من الإنسولين (النوع الأوّل)، أو لا يستخدمه بكفاءة (النوع الثاني). لذلك، يُستخدَم الإنسولين الخارجي للحفاظ على مستوى صحّي للسكّر في الدم.

الإنسولين

أنواع الإنسولين وفقًا لسرعة البداية ومدّة المفعول

يُقسَّم الإنسولين عادةً إلى خمسة أنواع رئيسية، بحسب سرعة ظهور تأثيره ومدّة استمراره:

  1. الإنسولين سريع المفعول (Rapid-Acting Insulin)
  2. الإنسولين قصير المفعول (Short-Acting Insulin)
  3. الإنسولين متوسط المفعول (Intermediate-Acting Insulin)
  4. الإنسولين طويل المفعول (Long-Acting Insulin)
  5. الخلطات الجاهزة (Premixed Insulin)
الإنسولين

1. الإنسولين سريع المفعول (Rapid-Acting Insulin)

  • أسماء المواد الفعالة: ليسبرو (Lispro)، أسبارت (Aspart)، غلوليسين (Glulisine).
  • أسماء تجارية: هيومالوج (Humalog)، نوفولوج (NovoLog)، أبيدرا (Apidra).
  • بداية المفعول: 5 إلى 15 دقيقة.
  • ذروة المفعول: حوالي 60 إلى 90 دقيقة.
  • مدة المفعول: من 3 إلى 5 ساعات تقريبًا.
  • التوقيت الموصى به: يُحقن قبل الوجبة بـ5–20 دقيقة أو مباشرةً، وذلك بحسب نوع الكربوهيدرات، للتحكّم في الارتفاع المفاجئ لسكر الدم بعد الطعام.
  • ملاحظة: غالبًا ما يُستخدم في المضخّة (Insulin Pump).

2. الإنسولين المنتظم (قصير المفعول) (Regular/Short-Acting Insulin)

  • أسماء المواد الفعالة: الأنسولين المنتظم (Regular).
  • أسماء تجارية: هيومولين آر (Humulin R).
  • بداية المفعول: 30 إلى 60 دقيقة.
  • ذروة المفعول: من ساعتين إلى 4 ساعات.
  • مدة المفعول: قد تصل إلى 5–8 ساعات.
  • التوقيت الموصى به: عادةً قبل الوجبة بـ30 دقيقة لضبط مستوى السكر بعد الوجبة.

3. الإنسولين متوسط المفعول (Intermediate-Acting Insulin)

  • أسماء المواد الفعالة: NPH (Neutral Protamine Hagedorn).
  • أسماء تجارية: هيومولين إن (Humulin N).
  • بداية المفعول: حوالي 2 إلى 4 ساعات.
  • ذروة المفعول: 4 إلى 10 ساعات.
  • مدة المفعول: تتراوح بين 10 و18 ساعة.
  • التوقيت الموصى به: غالبًا ما يُحقن مرّتين يوميًّا (صباحًا ومساءً)، ويمكن خلطه مع الأنسولين المنتظم في نفس المحقنة.

4. الإنسولين طويل المفعول (Long-Acting Insulin)

Glargine (جلارجين)

  • أسماء تجارية: لانتوس (Lantus U-100)، توجيو (Toujeo U-300).
  • بداية المفعول: 2 إلى 4 ساعات.
  • ذروة المفعول: لا يوجد ذروة واضحة؛ إطلاق مستمر.
  • مدة المفعول:
    • لانتوس: حوالي 20–24 ساعة (وقد تصل أحيانًا إلى 22 ساعة لدى بعض المرضى).
    • توجيو: قد يمتدّ حتى 30 ساعة أو أكثر.
  • ملاحظات: عادةً يُحقن مرّة واحدة يوميًّا في نفس الموعد، ولا يجوز خلطه مع أنواع أخرى.
  • هام: يستوجب استخدامه في موعد ثابت تقريبًا كل يوم.

Detemir (ديتيمير)

  • اسم تجاري: ليفيمير (Levemir).
  • بداية المفعول: 1 إلى 3 ساعات.
  • ذروة المفعول: قد تكون خفيفة بين 6–8 ساعات.
  • مدة المفعول: 18 إلى 22 ساعة.
  • ملاحظات: قد يُحقن مرّتين يوميًّا لدى بعض المرضى لضمان ثبات مستوى السكر.

Degludec (ديجلودِك)

  • اسم تجاري: تريسيبا (Tresiba 100 وحدات/مل).
  • بداية المفعول: يبدأ عمله خلال 1–2 ساعة تقريبًا، لكن بشكل تدريجي.
  • مدة المفعول: ممتدّة إلى ما بعد 42 ساعة ضمن الجرعات العلاجية، ممّا يمنحه مرونة أكبر في مواعيد الحقن.
  • مميزات خاصة:
    • إمكانية تأخير الجرعة لفترة تصل إلى 40 ساعة دون خطورة كبيرة، مقارنةً ببعض الأنسولينات الأخرى (مثل لانتوس الذي يتطلب الحقن في الموعد نفسه يوميًّا).
    • يناسب الأشخاص الذين يحتاجون جدولة مرنة للجرعات أو قد يواجهون ظروفًا تمنعهم من أخذ الجرعة في التوقيت نفسه كل يوم.
  • ملاحظات: لا يُخلط مع أنواع أخرى في نفس المحقنة.

5. الخلطات الجاهزة (Premixed Insulin)

  • تتوفّر عادةً بتركيبات مثل 70/30 أو 75/25، حيث يكون جزء من التركيبة سريع أو قصير المفعول، والجزء الآخر متوسط المفعول.
  • المزايا: تقليل عدد الحقن اليومية، وسهولة نسبية للاستخدام.
  • العيوب: قد تقيّد المريض بوقت محدّد للوجبات، وتقلل من المرونة في تعديل الجرعات.

توقيت أخذ الأنسولين

قبل الوجبة (Preprandial):

 مناسب للإنسولين قصير المفعول (Regular)؛ عادةً قبل الوجبة بـ30 دقيقة. بعض الأنسولينات سريعة المفعول تُؤخذ قبل الوجبة بدقائق معدودة.

مع الوجبة (Mealtime):

 يُستخدم خصوصًا للإنسولين سريع المفعول (Rapid-Acting)، إذ يهدف إلى ضبط الارتفاع الفوري لسكر الدم.

بعد الوجبة (Postprandial):

 يُلجأ إليه إذا فاتت جرعة ما قبل الوجبة أو عند عدم التأكد من كمية الكربوهيدرات.

الجرعة القاعدية (Basal Dose):

 للإنسولين طويل المفعول، غالبًا مرة واحدة يوميًّا (أو مرّتين) للحفاظ على مستوى ثابت في الخلفية. مع الأنواع الأكثر مرونة مثل تريسيبا، يمكن تعديل موعد الجرعة عند الحاجة.

نصائح لاستخدام الإنسولين بشكل فعّال

  1. الاستشارة الدورية للطبيب: لضبط الجرعات بناءً على تحاليل مستوى السكر التراكمي (HbA1c) وقياسات السكر اليومية.
  2. قياس السكر بانتظام: يُنصح بقياس السكر قبل الوجبات وبعدها، لاكتشاف أي ارتفاع أو انخفاض مفاجئ.
  3. التخزين المناسب:
    • يُحفظ الإنسولين غير المستخدم في الثلاجة على حرارة 2–8 درجات مئوية.
    • لا يجب تجميده أو تعريضه للشمس المباشرة أو الحرارة المرتفعة.
    • الأقلام المفتوحة يمكن إبقاؤها في درجة حرارة الغرفة وفق التوجيهات المدونة (من 3 إلى 4 أسابيع).
  4. تغيير مكان الحقن: التبديل بين البطن والفخذ والذراع والمؤخرة لتجنّب تشكّل تليّفات أو كتل دهنية (Lipohypertrophy). [صورة لأماكن الحقن]
  5. التثقيف حول جرعات الطعام: معرفة محتوى الوجبات من الكربوهيدرات يساعد في ضبط جرعات الإنسولين (سريع أو قصير المفعول). يمكنك العودة إلى مقالة حساب الكربوهيدرات أو يمكنك أخذ استشارة متابعة من عيادتنا.
  6. الاعتناء بالنشاط البدني: قد تؤثر التمارين الرياضية في مستوى السكر، مما قد يتطلب تعديل الجرعة أو تناول وجبة خفيفة.
  7. فهم طريقة الحقن: سواءً باستخدام الأقلام أو المحاقن أو المضخّة، ينبغي التدرّب جيدًا على يد مختص (مثقف السكري).

خاتمة

يُعدّ فهم الأنواع المختلفة للإنسولين وتوقيت استخدامها أمرًا محوريًّا لكل من يرغب في إدارة السكري بنجاح، سواء كان مريضًا بالسكري من النوع الأول أو النوع الثاني. إن اختيار النوع الأنسب والتقيّد بمواعيد الحقن المناسبة يساعدان في ضبط مستوى السكر وتجنّب التقلّبات الحادة. ومع ظهور أنواع طويلة المفعول أكثر مرونة، مثل تريسيبا (ديجلودِك)، أصبح بإمكان بعض المرضى التمتّع بهامش أكبر من المرونة في مواعيد الجرعات. ورغم ذلك، تبقى الاستشارة الطبية ومراقبة مستوى السكر بانتظام أساسيتين لضمان فعالية الخطة العلاجية.

إذا كانت لديك أي أسئلة بخصوص نوعٍ معيّنٍ من الإنسولين، أو ترغب في مشاركة تجربتك، ندعوك للتعليق أدناه وتبادل الخبرات مع القراء الآخرين. نتمنى لك الصحة والسلامة!

!ملاحظة مهمة

المعلومات الواردة في هذا المقال هي لغرض التثقيف الصحي فقط، ولا تغني عن استشارة الطبيب المختص. تختلف الاستجابة للإنسولين باختلاف الحالة الصحية لكل فرد، لذا يجب اتباع الإرشادات الطبية الدقيقة.

المراجع العلمية

Ahmad, K., 2014. Insulin sources and types: a review of insulin in terms of its mode on diabetes mellitus. Journal of traditional Chinese medicine34(2), pp.234-237.https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S0254627214600844

كتابة المقال: أخصائية تغذية السكري رنيم العجان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top