للتعايش مع السكري النوع الأول
انا رنيم العجان اختصاصية تغذية علاجية ومتعايشة مع السكري النوع الاول لسنوات عديدة و عندما تم تشخيصي بالسكري النوع الأول في مارس 2013، شعرت أن حياتي انقلبت رأساً على عقب. لكن مع الوقت، تعلمت أن هذا التشخيص لم يكن نهاية الطريق، بل كان مفتاحًا لبداية صفحة جديدة من حياتي ولفهم أعمق لصحتي وجسدي.
في هذا المقال، سأخذكم في رحلة لفهم كيف تمكنت من جعل السكري النوع الأول جزءاً من حياتي وليس عائقاً لها.
في البداية: ما هو السكري النوع الأول؟
السكري النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي، يعني أن الجهاز المناعي يهاجم خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز الأنسولين في البنكرياس، وهنا يحدث فشل في إفراز الأنسولين، ويُشخّص المريض بمرض السكري النوع الأول.
هل يمكن علاجه؟
السكري النوع الأول لا يمكن الشفاء منه بشكل نهائي، لكن يجب الاستمرار في تناول العلاج لمدى الحياة. المتعايش مع السكري النوع الأول سوف يستمر على الأنسولين لبقية حياته.
ما هو الانسولين-ماذا يعني انسولين؟
الأنسولين هو هرمون بنائي تُفرزه خلايا بيتا في البنكرياس بشكل طبيعي. دوره الأساسي هو:
- تنظيم مستوى السكر في الدم.
- تحفيز تخزين الجلوكوز (السكر البسيط) على شكل جليكوجين (سكر معقد يخزن في الكبد).
- تخليق البروتين وتخزين الدهون.
عند المصابين بالسكري النوع الأول، ينخفض أو ينعدم إنتاج هذا الهرمون، لذا نحتاج إلى الأنسولين الخارجي للحفاظ على حياتنا ومنع المضاعفات الصحية.
ما هي التحديات او الصعوبات التي يمكن أن تواجهنا كمتعايشين مع السكري النوع الأول؟
ضبط سكر الدم
- يحتاج المتعايش مع السكري النوع الأول إلى متابعة مستويات سكر الدم بشكل يومي، مما يضع على عاتقه مسؤولية كبيرة.
الحسابات اليومية للوجبات
- تعتمد جرعات الأنسولين على حساب كمية الكربوهيدرات التي يتم تناولها, مما يجعل من حساب الكربوهيدرات مهارة أساسية يجب على المتعايش إتقانها.
التوازن بين الحياة اليومية والمرض
- التحدي هنا هو تعلم كيفية دمج إدارة السكري مع الروتين اليومي دون أن يصبح عائقًا. هذا يشمل التخطيط المسبق للوجبات، إدارة الأنشطة البدنية، والاستعداد للتعامل مع أي طارئ مثل انخفاض السكر في الدم.
الجانب النفسي والاجتماعي
- يشعر العديد من المتعايشين بالسكري النوع الأول بالضغط أو الإحراج عند إدارة السكري أمام الآخرين. من المهم تعزيز الثقة بالنفس والتواصل مع الآخرين لنشر الوعي حول المرض وتجنب الأحكام المسبقة.
الجانب المادي
- كمتعايش مع السكري النوع الاول فالتكاليف المادية لن تكون قليلة من انسولين وابر واشرطة تحاليل او حساسات
هل الأنسولين مضر-ماهي اعراضه الجانبية؟
الانسولين ضروري لحياة المتعايش مع السكري النوع الاول,لانه يعوض نقص حدث بجسم المتعايش مع السكري النوع الاول.
لذلك هو بحد ذاته ليس مضر الا اذا تم استهلاكه بطريقة غير محسوبة.
تجربتي الشخصية مع السكري النوع الأول
كيف ساعدتني دراسة التغذية العلاجية في تحسين جودة حياتي وفهم احتياجاتي؟
في البداية، كانت فكرة الإبر والأنسولين مرعبة بالنسبة لي. كنت أسمع نصائح متناقضة، مما تسببت لي بالإحباط. لكن مع الوقت، أدركت أن فهم علاقة الأكل بالأنسولين والكربوهيدرات هو المفتاح لتحسين حياتي. هذا الفهم دفعني لدراسة التغذية العلاجية بشكل متخصص.
تعلمت أن الأنسولين ليس عدواً، بل هو شريك يساعدني على العيش بحرية أكثر مع خياراتي الغذائية. وهذا لا يعني الحرمان، بل التوازن.
أخطاء التعامل مع السكري النوع الاول وقعت فيها احذروا منها:
- الجرعات العشوائية من غير حسابات: قد تسبب ارتفاعات أو انخفاضات غير مفهومة.(سوف نتطرق لها عبر مقالات قادمة)
- الجرعات الثابتة: تحد من الحرية وتفرض نمطاً معيناً.
- عدم استخدام ميزان في المطبخ: الميزان من الأدوات الأساسية لحساب الكرب بدقة.
- التفكير بأن السكري هو هويتي بالكامل: السكري جزء مني، لكنه لا يعرفني بالكامل.
نصائح للتعامل مع السكري النوع الاول عملية من تجربتي:
- تعلموا حساب الكربوهيدرات بدقة.
- مارسوا الرياضة، مثل المشي، بانتظام.
- قسموا جرعات الأنسولين بناءً على الوجبات.
- استخدموا ميزان المطبخ لحساب الكربوهيدرات بشكل دقيق.
- استشيروا أخصائيي تغذية للحصول على دعم متخصص.
(سوف نترطق لها عبر مقالات القادمة)
في نهاية المقال رسالة تذكير..
قد يكون السكري النوع الأول تحدياً، لكنه يفتح لنا باباً لفهم أنفسنا أكثر والعيش بأسلوب صحي وممتع. السكري ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لرحلة مليئة بالتعلم والنمو. تذكروا أنكم لستم وحدكم في هذه الرحلة، وأن الدعم والتوعية هما المفتاح للنجاح.
كتب المقال: اختصاصية التغذية رنيم العجان
مراجعة علمية: الدكتور عبدالمنان فاضل